رسالة ماجستير

 

 

 

 

أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة السعودية في محافظة جدة

 

رسالة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد المنزلي

تخصص السكن و إدارة المنزل

 

 

إعداد

إلهام بنت فريج بن سعيد العويضي

المعيدة بكلية التربية للاقتصاد المنزلي و التربية الفنية بجدة

 

إشراف

د / نيفين بنت مصطفى بن محمد حافظ

الأستاذ المشارك في قسم السكن و إدارة المنزل

بكلية التربية للاقتصاد المنزلي و التربية الفنية بجدة

 

 

 

 

1424 هـ / 2004 م


ملخص الرسالة

 

مع نهاية القرن العشرين و بداية الألفية الثالثة ظهرت الإنترنت لتغطي الكــرة الأرضية بأكملها و تُغير في سنوات قليلة نمط الحياة العصرية بحيث امتد تأثير هذه التقنية الحديثة ليصل إلى الأســـرة ( و هي العماد الهام الذي يقوم عليه البنيان الاجتمـاعي ) مما أدى إلى تأثر بنيانها و وظائفها و العلاقات بين أفرادها  نتيجة للتفاعل المستمر بين هذه التقنية و بين المجتمع الذي توجد فيه بكل فئاته .

من هنا جاءت أهمية هذا البحث الذي يهدف إلى تسليط الضوء على هذه التقنية الجديدة التي  دخلت أغلب البيوت في مختلف المجتمعات لدراسة أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الأسريـة بين أفراد الأسرة السعودية ، و التي تشمل العلاقة بين الأب و الأم ، و العلاقة بينهما و بين الأبناء ، و العلاقة بين الأبناء بعضهم ببعض . كما يهدف إلى دراسة أثر استخدام الإنترنت على ميزانية الأسرة و التحصيل الدراسي للأبناء ، و دراسة ايجابيات و سلبيات الإنترنت دينياً و أخلاقـــــياً و اجتماعياً . و ذلك من خلال التعرف على بعض الخصائص الاجتماعية و الاقتصـادية للمبحوثين ، و دراسة طبيعة استخدام الإنترنت في الأسرة السعودية ( مكان و وقت و مدة الاستخدام – فردية أوجماعية الاستخدام – التطبيقات المستخدمة – سبب الاستخدام –  أكثر المواقع زيارة على الشبكة ) ، و التعرف على مستوى تنظيم استخدام الإنترنت و حجم الرقابة المفروضة من قبل المستخدم و من قبل أفراد أسرته .

و لتحقيق تلك الأهداف تم تصميم ثلاث استمارات استبيان وُجهت لكل من الزوج و الزوجة و أحد الأبناء بحيث احتوت كل استمارة على عبـارات تتلاءم مع إطـار الدراسـة و أهدافها ، و من ثم تم توزيعها على الأفراد بالعينة الغرضية التي بلغ عددها 200 أسرة توفر فيها شرطين أساسيـن هما : أن يكون أحد أفراد الأسرة يستخدم الإنترنت ، و أن يكون لدى الزوجين ابن واحد على الأقل و ألا يقل عمره عن عشر سنوات حتى  يستطيع الاجابة على أسئلة استمارة الاستبيان . و قد أجاب على أسئلة الاستمارات 200 زوج منهم 178 زوج مستخدم للإنترنت ، و 200 زوجة يستخدم منهن الإنترنت 133 زوجــة ، و 200 ابن 187 منهم يستخدمـون الإنترنت . و بعد الحصول على البيانات تم تفريغ استمـارات البحث و تجهيزها لإدخالها للحاسب الآلي حيث اُستخدم برنامج الحزمــة الإحصائية للعـلوم الاجتماعية ( SPSS ) Statistical Package of Social Science  و ذلك لحساب كل من : الإحصاءات الوصفية و منها المتوسط الحسابي ، و الانحراف المعياري ، و حساب التوزيع التكراري و النسب المئوية كوسيلة لعرض البيانات الخاصة ببعض المتغيرات ، و كذلك حساب معامل الارتباط لبيرسون ، و أخيراً إجراء اختبار مربع كاي .

و قد ظهرت العديد من النتائج المتعلقة بمحاور الدراسة ، و يمكن تلخيص أهم تلك النتائج فيما يلي:

 

 

 

 

أولاً : الخصائص الاجتماعية و الاقتصادية للأسر المبحوثة :

         تبين ارتفـــاع نسبة الأزواج في الفئة العمرية من 40 لأقـــل من 50 سنة حيث بلغت 54.5% ، بينما ارتفعت نسبة الزوجات في الفئة العمرية من 30 لأقل من 40 سنة فبلغت 45.5% ، في حين شكلت الفئة العمرية من 15 لأقل من 20 سنة أعلى نسبة للأبناء ( 42% ) .

         كما اتضح أن 52% من الأزواج ، و 49% من الزوجات ، و 47.5% من الأبناء كان تعليمهم جامعي .

         و تبين أن 65% من الأزواج ، و 48.5% من الزوجات يشغلون وظائف حكومية .

         و قد لُوحظ ارتفاع مستوى الدخل الشهري لنسبة مرتفعة من الأسر ، حيث بلغت نسب الأسر التي دخلها من 10.000 لأقل من 15.000 ، و التي دخلها من 15.000 فأكثر 31% ، 39% على التوالي .

ثانياً :البيانات المتعلقة بشبكة الإنترنت :

         أظهرت النتائج أن الذكور أكثر استخداماً للشبكة من الإناث ، و أن 78.5% من الأسر لديها جهاز حاسب آلي واحد متصل بشبكة الإنترنت ، و أن جميع الأسر المبحوثة تضع الجهاز في حجرات خاصة كحجرة النوم أو المكتب .

         و فيما يتعلق بمكان استخدام شبكة الإنترنت اتضح أن 92.1% من الأزواج و 98.5% من الزوجات و 97.9% من الأبناء يستخدمون الإنترنت في المنزل .

         و عن مدى وجود جهاز حاسب آلي خاص متصل بالشبكة تبين أن 35.4% من الأزواج و 18% من الزوجات و 32.6% من الأبناء لديهم جهاز خاص بهم لا يستخدمه غيرهم . كما تبين أن 78.6% من الأزواج و 85.7% من الزوجات و 80.3% من الأبناء يستخدمون الإنترنت بمشاركة أفراد آخرين أثناء الاستخدام .

          و فيما يتعلق بمدة و فترة استخدام الإنترنت فقد أشارت النتائج إلى أن استخدام أفراد العينة للإنترنت هو استخدام معتدل و بعيد عن حالات الإدمان حيث ظهر أن 77.5% من الأزواج و 88% من الزوجات و 68.4% من الأبناء يستخدمون الإنترنت لمدة لا تتجاوز الثلاث ساعات يومياً . كما اتضح أن 73.6% من الأزواج و 75.2 % من الزوجات و 75.9% من الأبناء يكون استخدامهم في فترة غير محددة من اليوم .

و قد أظهرت النتائج أن التصفح هو أكثر التطبيقات استخداماً من قبل مرتادي شبكة الإنترنت يلي ذلك البريد الإلكتروني ، كما اتضح أن أهم الأسباب التي تدفع أفراد الأسر المبحوثة لارتياد الشبكة هو التسلية و الترفيه يلي ذلك الأغراض العلمية ، أما أكثر المواقع زيارة من قبل الأفراد في الأسر المبحوثة فهي المواقع الإخبارية تليها مواقع المنتديات .

 

 

 

 

و فيما يتعلق بمستوى تنظيم استخدام الإنترنت اتضح من تحليل النتائج أن نصف المبحوثين تقريباً ينظمون استخدامهم بمستوى متوسط ، كما أنهم يخضعون لرقابة متوسطة .   

ثالثاً : أثر استخدام الإنترنت على الأسرة :

         بدراسة أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الأسرية وُجد أن تأثير الاستخدام على العلاقة بين الزوجين يعد تأثير ضعيف بشكل عام حيث أكد ذلك 92.4% مـــــن الأزواج و 69.1% من الزوجات ، بينما أشار 6.8% من الأزواج و  23.6% من الزوجات إلى أن التأثير يعد تأثير مـتوسط ، في مقابل 0.7% من الأزواج و 7.3% من الزوجات يرون أن التأثير يعد تأثير مرتفع .

            و فيما يتعلق بالعلاقة بين الوالدين و الأبناء فقد أظهرت النتائج أن استخدام الوالدين للإنترنت أو استخدام الأبناء لها لم يؤثر على العلاقة فيما بينهم بشكل ملحوظ حيث يعد التأثير محــدود و منخفض ، و ذلك ما أكده 78.6% من الآباء و الأمهات و 89.8% من الأبناء ، بينما ذكر 17.1% من الآبـــاء و الأمهات و 8.9% من الأبناء أن التأثير يعد تأثير متوسـط ، في مقابل 4.2% من الآبـاء و الأمهات و 1.12% من الأبناء يرون أن التأثير مرتفع .

و بالنظر إلى العلاقة فيما بين الأخوة وُجد أن 84.8% من الأبناء يرون أن استخدام أخوتهم للإنترنت قد أثر على العلاقة فيما بينهم بشكل ضعيف ، بينما يؤكد 12.4% منهم أن التأثير يعد تأثيراً متوسطاً ، في حين يرى 2.7% من الأبناء أن التأثير يعد تأثيراً مرتفعاً .

و قد بينت النتائج تأثير استخدام الإنترنت على ميزانية الأسرة من وجهة نظر المبحوثين حيث ذكر 39% من الأزواج ، و 38.5% من الزوجات ، و 44.5% من الأبناء أن استخدام الإنترنت لا يؤثر على ميزانية الأسرة ، في حين يرى بقية المبحوثين أن ميزانية الأسرة تتأثر بشكل أو بآخر باستخدام الإنترنت . و عن نوعية التأثير الذي يحدثه استخدام الإنترنت أكـد 67.2% من هـــؤلاء الأزواج ، و 86.2% من الزوجـــات ، و 79.3% من الأبناء أن لاستخدام الإنترنت تأثير سلبي على ميزانية الأسرة ،بينما يؤكد بقية هؤلاء المبحوثين أن التأثير على الميزانية هو تأثير ايجابي .

و فيما يتعلق بتأثير استخدام الأبناء للإنترنت على تحصيلهم الدراسي فقد أظهرت النتائج أن 67.9% من الآباء ، و 63.1% من الأمهات يرون أن استخدام أبنائهم للإنترنت لم يؤثر على تحصيلهم الدراسي بأي شكل من الأشكال . في حين يرى بقيـة الآبـاء و الأمهات في الأسر المبحوثة أن استخدام الإنترنت له تأثير على التحصيل الدراسي للأبناء حيث أشار 17.1% من الآبـاء ، و 23% من الأمهات إلى أن استخدام أبنائهم للإنترنت قد أثر بشكل سلبي على تحصيلهم الدراسي ، في حين ذكر 15% من الآبـاء ، و 13.9% من الأمهات أن التأثير على التحصيل الدراسي هو تأثير ايجابي .

 

 

 

 

 

رابعاً : ايجابيات و سلبيات الإنترنت :

أظهرت النتائج أن الإنترنت توفر المواد العلمية غير المنهجية بشكل أكبر من المواد العلمية ذات الصلة بالمقررات الدراسية مما يلفت النظر إلى ضرورة استغلال الشبكة بشكل أكبر لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة المرجوة .

كما أشار غالبية المبحوثين إلى أن استخدام الإنترنت يزيد من فـرص التفاعـل و الالتقاء بين الأفراد الذين لهم نفس الاهتمامات ، و أنها طريقة جيدة يمكن من خلالها التسوق و الشراء ، إضافة إلى أنها وسيلة جيدة تساعد في تعريف الآخرين بتعـاليم الدين و البلد ، كما أشاروا إلى أن شبكة الإنترنت تعد من أهم وسائل نقل الأخبــار و الأحداث اليومية بشكل سريع و فوري و خاصة إذا ما كانت تلك الأحداث جرت في أماكن بعيدة من العالم ، و أنها تساعد في الحصول على معلومات سياسية غير متوفرة مما يشير إلى أن وسائل الإعلام الأخرى – التي تفتقد إلى جزء من الحرية - لا تقدم ما يكفي من تلك المعلومات التي تتمتع بها شبكة الإنترنت . كما أكد غالبية المبحوثين أن الإنترنت تساعد في البحث عن المعلومات بدون رقيب ، و أنها تساعد في الوصول إلى قواعد المعلومات ، مما يؤكد أن الإنترنت تعد وسيلة توفر الكثير من المعلومات في مختلف المجالات .

و بدراسة وجهة نظر المبحوثين حول سلبيـات الإنترنت تبين من النتائج أن 46% من الأزواج و 49% من الزوجات و 52.5% من الأبناء أشاروا إلى أن البعض يستخدم الشبكة للوصول إلى المواقع الإباحية ، كما أشار 55.5% من الأزواج و 63.5% من الزوجـات و 67% من الأبناء إلى أن البعض يستخدمون الشبكة لتكوين صداقات مع الجنس الآخر ، و في كلتا الحالتين تعد النسب مرتفعة نوعاً ما في مجتمع تحكم تصرفات أفراده المعتقدات الدينية و التقاليد الاجتماعية .

و بصفة عامة أظهرت النتائج ارتفاع نسب أفراد العينة الذين يرون أن الإنترنت ذات تأثير سلبي على المجتمع السعودي دينياً و أخلاقياً ، حيث يؤكدون أن الإنترنت قد تؤثر على الأخـــلاق و المبادئ الإسلامية لدى الأجيال الجديدة ، كما أنها تسهل انتقـــال قيم و أفكار غير مقبولة إلى المجتمع السعودي من المجتمعات الغربية ، هذا بالإضافة إلى اعتبارها وسيلة للقيام بأمور غير مقبولة دينيـــاً و أخلاقياً ، كما أنهم يعتقدون أن استخدام الإنترنت يؤثر بشكل سلبي على صلة الرحم بين أفـراد المجتمع .

أما فيما يتعلق بمحافظة المستخدمين على آداء الصلوات المفروضة في أوقاتها ذكر 24.7% من الأزواج و 15.8% من الزوجات و 35.8% من الأبناء أن استخدامهم للإنترنت يجعلهم يتأخرون أو يتكاسلون عن آداء الصلوات الخمس في أوقاتها ، و بالنظر إلى أهمية المحافظة على آداء الصلاة في أوقاتها و مكانة ذلك في الشريعة الإسلامية تعد هذه النسب مرتفعة .

 

 

 

 

كما تشير النتائج إلى أن غالبية المبحوثين يرون أن استخدام شبكة الإنترنت لم يؤثر على المعتقدات الدينية و الأفكار الاجتماعية و الآراء تجاه بعض القضايا بشكل ملحوظ حيث يعد التأثير محدود و ضعيف .

خامساً : العلاقات الاحصائية بين المتغيرات البحثية :

1 - بدراسة العلاقات الارتباطية بين بعض المتغيرات المستقلة و تأثير استخدام الإنترنت على العلاقات الأسرية كمتغير تابع أظهرت النتائج :

أ - هناك فروق ذات دلالة معنوية بين جنس الزوجين و بين تأثير استخدام الإنترنت على العلاقة بينهما .

ب – وجود علاقة ارتباطية بين مدة استخدام الزوج للإنترنت و بين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة فيما بينه و بين زوجته .

ج - اتضح وجود علاقة ارتباطية طردية معنوية بين مدة استخدام الأبناء للإنترنت و بين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة بين الوالدين و الأبناء من وجهة نظر الوالدين .

د – تبين وجود علاقة ارتباطية عكسية معنوية بين مستوى تنظيم الأبناء لاستخدام الإنترنت و بين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة بين الوالدين و الأبناء من وجهة نظر الوالدين .

         2 –  بدراسة العلاقات الارتباطية بين بعض المتغيرات المستقلة و مدة استخدام الإنترنت كمتغير تابع اتضح ما يلي :

أ – أن هناك فروق ذات دلالة معنوية بين كل من جنس المستخدمين و بين مدة استخدامهم للإنترنت .

ب - وجود علاقة ارتباطية عكسية معنوية بين عمر الأزواج و الزوجات و بين مدة استخدامهم للإنترنت .

ج - وجود علاقة ارتباطية طردية معنوية بين عمر الأبناء و بين مدة استخدامهم للإنترنت .

د – وجود علاقة ارتباطية عكسية معنوية بين الحالة التعليمية للأزواج و بين مدة استخدامهم للإنترنت .

 هـ - أن هناك علاقة ارتباطية طردية معنوية بين الحالة التعليمية للأبناء و بين مدة استخدامهم للإنترنت .

و - وجود علاقة ارتباطية عكسية معنوية بين دخل الأسرة الشهري و بين مدة استخدام الأزواج للإنترنت .

ز - وجود علاقة ارتباطية عكسية معنوية بين مستوى تنظيم استخدام الأبناء للإنترنت و بين مدة استخدامهم للإنترنت .

 

 

 

3 - بدراسة العلاقات الارتباطية بين دخل الأسرة الشهري كمتغير مستقل و مستوى تنظيم استخدام الإنترنت كمتغير تابع تبين ما يلي :

أ - أن هناك علاقة ارتباطية عكسية معنوية بين دخل الأسرة الشهري و بين مستوى تنظيم استخدام الأبناء للإنترنت .


 


آخر تحديث
2/16/2015 10:54:57 AM